في قلب القارة الإفريقية، وتحديدا على نهر النيل الأزرق، يقف سد النهضة كأحد أكثر المشروعات إثارة للجدل في القرن الحادي والعشرين، فالمشروع الذي بدأت به إثيوبيا منذ أكثر من عقد لم يكن مجرد سد لتوليد الكهرباء، بل أصبح نقطة محورية في العلاقات السياسية والمائية بين إثيوبيا، مصر، والسودان.
ما الجديد في تطورات سد النهضة؟
خلال الفترة الأخيرة، أعلنت إثيوبيا عن اكتمال الملء الرابع للسد، وهو ما أثار موجة من ردود الفعل على المستويين الإقليمي والدولي، هذا التطور يعد من أهم المراحل في بناء السد، ويعني أن بحيرة السد أصبحت تحتفظ بكميات هائلة من المياه، ما أثار مخاوف كبيرة لدى دولتي المصب مصر والسودان.
ردود الأفعال الدولية: وتصاعد التوتر
رغم محاولات الوساطة التي قادها الاتحاد الإفريقي ودول أخرى، لا تزال المفاوضات بين الدول الثلاث تراوح مكانها، مصر تعتبر أن الأمن المائي مسألة وجودية، وأن ملء وتشغيل السد بشكل أحادي دون اتفاق قانوني شامل يعرض حياة الملايين للخطر أما السودان، فيبدي تخوفات حقيقية من التأثيرات المباشرة على السدود السودانية ومخزون المياه.
هل من حل في الأفق؟
تتجه الأنظار حاليا إلى الجولات التفاوضية القادمة، وسط دعوات دولية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن الحقوق المائية لكل الأطراف، فالبديل عن التفاهم هو الدخول في مرحلة توتر قد لا تحمد عقباها، خاصة أن الأمر يتعلق بشريان حياة أكثر من 150 مليون إنسان.
الخلاصة
سد النهضة لم يعد مجرد مشروع تنموي، بل أصبح رمزا للتحدي، والصراع، وربما الفرصة إن حسن استغلاله فهل تنتصر لغة الحوار؟ أم تنفجر أزمة المياه الكبرى؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الإجابة.